رحيل الموسيقار إيلي شويري بعد مشوار فني طويل!
توفي الموسيقار اللبناني إيلي شويري منذ قليل عن عمر يناهز الأربعة والثمانين عاماً، وبرحيله يخسر الوسط الفني اللبناني والعربي قامة موسيقية كبيرة.
وكان قد وُلد شويري في العام 1939، وعاصر عمالقة الطرب العربي منهم محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ.
ودخل الراحل عالم الفن بالصدفة، وذلك حينما تواجد في أروقة الإذاعة الكويتية عام 1960 بعدما دعاه صديق إلى الكويت لتمضية فترة نقاهة واستجمام حيث كان شويري حينذاك قد تعرّض لحادث سير وهو في العشرين من عمره. فجمعته الصدفة يومها بالملحن الكويتي الراحل عوض الدوخي الذي راح يشجعه على تعلم العزف على العود.
وعام 1963 عَلِمَ شويري ان هناك تحضيرات تجري في الكواليس لإحياء مهرجان بعلبك بإشراف الموسيقار روميو لحود. فقصده في مكتبه ومن هناك اصطحبه لحود معه في نزهة بسيارته إلى الاشرفية مركز سكن شويري واعداً اياه بإعطائه دوراً صغيراً في مسرحية «الشلال»... في تلك الاثناء كان الاخوان عاصي ومنصور الرحباني يبحثان عن وجوه فنية جديدة، فأعجبا بأداء إيلي على المسرح، وهكذا بدأ رحلته مع الفن الاصيل معتبراً ان هذه الفرصة خولته التعرف موهبته. فشارك مع الرحابنة في 25 عملاً مسرحياً بينها «الشخص» و«فخر الدين» و«الليل والقنديل» و«صح النوم» و«دواليب الهوا» وفيلم «بياع الخواتم». ووصفه الاعلامي الراحل سعيد فريحة مؤسس دار الصياد بأنه ايقونة في معبر الرحابنة. لكنه لاحقاً انفصل عن الرحابنة وأثبت موهبته الموسيقية الكبيرة في عالم الفن.
ونذكر من أعماله التي كتبها: «بلدي» و«أنت وانا يا ليل» من شعره وألحانه وغناء وديع الصافي. ومن أشهر أغنياته الوطنية "بكتب إسمك يا بلادي" من كلماته وألحانه.
أيضاً أوجد الراحل شهرة أكثر من فنان، وبينهم داليدا رحمة فكتب لها مسرحية «قاووش الافراح» وغنت له «يا بلح زغلولي» التي لاقت شهرة واسعة. وكذلك غنت له ماجدة الرومي «سقط القناع» و«مين النا غيرك» و«ما زال العمر حرامي» وتنافست كل من الأسطورة الراحلة صباح ومطربة البادية القديرة سميرة توفيق على أداء أغنية "أيام اللولو" التي نشب خلاف شهير عليها.
واليوم يرحل شويري عن عالمنا تاركاً بصمة مميزة ستبقى في ذاكرة الجمهور العربي لأجيال وأجيال مقبلة.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية