تنطلق أحداث مسلسل "سوق الحرير" في قالب إجتماعي تاريخي حيث يرصد بشكل إسقاطي حدثاً سياسياً هاماً وقع في حقبة زمنية منصرمة يتمثّل بِعدوان الجيش الفرنسي على البرلمان النيابي في دمشق خلال منتصف عام 1945 ما إستتبعه من أحداث إجتماعية، لذلك تحمل هذه الفترة مادة دسمة لِمعالجتها درامياً ضمن قالب إجتماعي، وهذا ما عرضه المسلسل من أثر لهذا الحدث التاريخي على حياة أهل "سوق الحرير".

يقوم العمل منذ حلقته الأولى على أسرار تتعلّق بحياة الشخصيات الرئيسية ضمن المسلسل، فمن ناحية تتوفى "صبيحة" خلال إنجابها مولودها، وهي إحدى زوجات تاجر الحرير الثري عمران الذي يُقدّم شخصيته الممثل بسام كوسا، فتقوم "إم عبد الله" أي حماة صبيحة بإعطاء الطفل -حديث الولادة- لزوجة إبنها الثانية التي تلد طفلاً ذكراً آخر في ذات الليلة التي أنجبت فيها صبيحة، ولا تدرك هوية طفلها من بين الذكريْن. في مقابل ذلك، يظهر الممثل سلوم حداد بشخصية "غريب" الذي يعاني من فقدان ذاكرته ويُحاول إسترجاعها حيث يُقرّر في الحلقة الثالثة من العمل اللجوء إلى طبيب مختص كي يُساعده في أزمته الصحية، وسنكتشف مع الحلقات القادمة علاقته بأهل سوق الحرير.

يقوم هذا المسلسل على التشويق لمعرفة الألغاز حول هذه الأسرار في حياة أبطال العمل، كما يُقدّم مادة درامية جديدة دون تكرار ذات الأفكار والأحداث التي تمّت معالجتها في أعمال أخرى من نوع مسلسلات البيئة الشامية، كما يتّسم بالسرعة في وتيرة الأحداث دون مماطلة خلال عرض حلقاته الثلاث لغاية اليوم، ناهيْك عن الأداء الكامل المتكامل لأبطاله مع إنصهاره بالعناصر الدرامية الأخرى التي تجعل مسلسل "سوق الحرير" عملاً يستحق المشاهدة في الموسم الرمضاني لعام 2020.