"الراقصة واللص" ثنائية درامية جديدة في "أولاد آدم" بين دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب!
"الراقصة واللص والخطيئة ثالثهما" في مسلسل "أولاد آدم" (تأليف رامي كوسا، إخراج الليث حجو وإنتاج إيغل فيلم)، هما ضحايا مُستَنْقَع اللاعدالة والظلم في المجتمع، يضعهما القدر أمام بعضهما البعض، ويأبهان الإعتراف بمشاعر الحب لكنّهما يقعان فيه، هكذا نستطيع توصيف حالة الثنائية الدرامية بين الراقصة مايا/ باسمة واللص سعد أي دانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب في "أولاد آدم"، ولقد بدأ الحب بين هذه الثنائية يتصاعد في خطّه الدرامي العاطفي أكثر مع عرض الحلقة السادسة بالأمس.
قبل الإستطراد بالشرح المُفصَّل حول علاقة هذه الثنائية، ننوّه بأنّ شخصية "الراقصة" التي تُجسّدها دانييلا لا تعكس مهنة فن الرقص الشرقي بمعناها "الراقي" إنّما هي شخصية فتاة فقدت ذويها وسُجِنت شقيقتها، فوجدت نفسها ضحية لظروف سوداوية، لذلك إضطرت للعمل في ملهى ليلي كراقصة، ثمّ جبرتها هذه الظروف كي تخرج مع "البيك" -ليس كَباغية- بل لِتكون الرفيقة الأنيسة في سهراته. كل هذه المعطيات وضعها الكاتب كي يجعل المُشاهِد يتعاطف مع شخصية مايا.
أما سعد فهو شخص يُظهِر خلاف ما يُبطن إن مسّ الأمر مشاعره، يحمل في ثنايا شخصيته العديد من الصفات المُركّبة، فهو لص "نشّال" جريء لا يخاف بتاتاً إلا من الإعتراف بالحب، وحتى في ممارسته للصوصيّته، تجد في زواياه طيبة وهذا ما شاهدناه حينما شعر بتأنيب الضمير بعدما سرق هاتف حارس المستشفى "المْعَتَّر" وأعاده إليه. أيضاً هذه المعطيات تدفع الجمهور للتعاطف مع هذا اللص.
بالرغم من أنّ شخصيتيْ الراقصة واللص ليست شخصيات جديدة في الدراما العربية، لكن "الراقصة واللص" مع كل من مايا وسعد تُشكِّل ثنائية درامية مختلفة خلال هذا الموسم الرمضاني، فبعيداً عن علاقات الحب التقليدية، الزواج والطلاق والخيانة، نجد هذه الثنائية مطروحة درامياً في قالب خاص بها، وللتذكير، تبدأ علاقتهما بعدما يلتقي كل من سعد ومايا في الملهى الليلي الذي تعمل فيه الأخيرة برفقة صديق "سعد" وهو الممثل طلال الجردي الذي يُقدّم دور رجل شرطة فاسد لأنّه يبيع البضائع المسروقة التي يتسلّمها من سعد. وخلال السهرة تُصاب مايا بطلقة رصاص طائش في ذراعها، لينقلها سعد إلى المستشفى، ثمّ تكتشف مايا حقيقته بأنه لصاً ورغم عدم تقبّلها لذلك لكنها تُبدّل رأيها لاحقاً وتقترح عليه مساعدته لِبيْع المسروقات، بعدها تقع مايا في مأزق وتلجأ إلى سعد لِتجده خير سندٍ لها. ويبدو جلياً للمُشاهِد مدى الكيمياء بين هذا الثنائي حيث أنهما يتشابهان ويختلفان في آنِ معاً، ولا نستطيع الإغفال عن الحِرَفية المدروسة في إستخدام الأدوات التمثيلية لكل من دانييلا وقيس حيث أنهما درسا إعداد "الكاريكتار" الدرامي بشكل متقن مع تقديمهما لشخصيات تُشكّل نقلة نوعية في المسيرة الفنية لكل منهما.
مع عرض الحلقة السادسة من هذا المسلسل بالأمس، يتطوّر مسار الأحداث ومعها علاقة الشخصيات ببعضها البعض، فنجد أنّ شرارة الحب بدأت بين مايا وسعد رغم الخلافات التي تنشب بينهما لكنهما يكتشفان لاحقاً أنهما يحتاجان لبعضهما، وسيتصاعد هذا الخط العاطفي في مسلسل "أولاد آدم" مع الحلقات القادمة خاصة بعدما إنتهت حلقة الأمس بمشهد مفصلي لهذه الثنائية حين قدّمت مايا جسدها إلى سعد، وعلى ما يبدو أنّها ستعود وتشعر بالندم حيال هذا الأمر. فضلاً عن ذلك، هناك قاسماً مشتركاً بين هذا الثنائي ألا وهو الخطيئة لأنّ كل أحد منهما يرتكب الخطايا الإرادية واللاإرادية على طريقته وبحسب ظروفه.
هنا ننوّه بأنّه حسب ما شاهدنا من مقتطفات عن الأحداث في الإعلان التشويقي لمسلسل "أولاد آدم" يجعلنا نستشف أنّ مايا قد تقع في خيبة أملها بهذا الحب حينما يرفض سعد حملها منه، فهل يتحوّل سعد من الرجل السّند إلى خيبة الأمل أم سيكون حب هذه الثنائية كفيلاً لتغيير حياتهما وتطهيرهما من دنس الخطيئة؟!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية