يظهر خيّاط في شخصية يمان الذي يُقرّر إقامة دورة تدريبية في النحت بإحدى الجامعات، ما يضطرّه لترك والدته والانتقال للعيش في بيت العائلة المُقفل منذ وفاة والده حيث تجتاحه صور من الماضي وذاكرة حياة لا يعرفها تُغيّر مصيره ومسار طريقه.

مع تطوّر الأحداث نكتشف أنّ بطل العمل يُقدّم ثلاث شخصيات في هذا المسلسل، فإلى جانب يمان، يُقدّم خيّاط شخصية والده وشخصية رجل آخر شبيه بوالده. يستمر الغموض ويشتد أكثر حلقة تلو الأخرى في حلقات مسلسل "النّحات"، فبعد عودته إلى منزل العائلة يتعرّض يمان إلى مواقف غريبة فيلجأ إلى صديقة طفولته التي تُقدّم دورها الممثلة دياموند أبو عبود، وتشاء الصدف أن يذهبا معاً إلى إحدى المحلات التي تبيع أغراض قديمة (أنتيكا) فيجد يمان مجلّداً للصور الفوتوغرافية ومن بينها صورة يعتقد أنها لوالده، وأرفقت الصورة بتاريخ إلتقاطها الذي يتبيّن انّه بعد تاريخ وفاة والده، ما يزيد من الألغاز التي يسعى البطل لحلّها بمساعدة حبيب صديقته وهو رجل شرطي يُجسّد دوره إيلي متري.

أما دور الفنانة الجزائرية أمل بشوشة في مسلسل "النحّات"، فإنطلق منذ نهاية الحلقة الخامسة حيث ظهرت في المشهد الأخير ترتدي ثوباً أسود داخل منزل مهجور على إيقاع موسيقى حزينة، وستكشف الحلقات القادمة تفاصيل شخصيتها المحورية التي على ما يبدو لنا منذ ظهورها أنّها امرأة حزينة تشعر بالأسى.

إلى جانب القصة الرئيسية التي يتمحور الخط الدرامي للعمل ضمن دائرتها، تتشعّب خطوط درامية أخرى تضيف من هذا التشويق والرّعب، فمن ناحية يتشوّق المُشاهِد لمعرفة حقيقة الأعمال المشبوهة التي تجمع بين فادي إبراهيم وأليكو داوود، وعلاقة جوزيف بو نصّار بِوالد يامان أو شبيهه في الصورة، فضلاً عن الغموض في السبب الكامن وراء الأزمة النفسية التي تعاني منها سلمى التي تُجسّدها الممثلة ندى أبو فرحات، والسر الذي تخفيه الممثلة كارول عبود حول حقيقة والد البطل.

من اللافت في مسلسل "النحّات" أنّه يحقن المُشاهِد بجرعة من الرّعب، فكلّما إعتقد المُتلقّي أنّ الألغاز بدأت تتفكّك يكتشف مجدّداً لغزاً آخر يُعقِّد حبكة الأحداث أكثر دون الشعور بالملل خاصة أنّ هذا الغموض يتعلّق بالحدث الدرامي الرئيسي والأحداث الثانوية على حد سواء، ناهيْك عن المؤثرات الصوتية والبصرية التي تجعل الجمهور يتفاعل بتأثّر أكبر مع مجريات الأحداث.