عمرو دياب عبر ألبوم "سهران" يجمع "حكاياتنا" مع جميع الأذواق بِصناعة موسيقيّة مُتجدّدة
"عمرو دياب، أغانيك موسيقى تصويرية لِحياتنا"... هذه العبارة التوصيفيّة لأعمال الميغا ستار عمرو دياب كَتَبها أحد محبّيه عبر القناة الرسميّة لِدياب على يوتيوب تحت جميع الروابط الإلكترونية الخاصة بأغنيات ألبومه الجديد "سهران"، وهي عبارة لافتة جدّاً لأنّها تصف علاقتنا بالفعل مع دياب حيث تُرافِق أغنياته كل ذكرياتنا في مختلف مراحِلنا العُمريّة.
أما عن ألبومه الجديد، يُثبِت الهضبة مُجدّداً أنّ أغنياته "تحكي حكاياتنا" عبر إثنيْ عشر أغنية حديثة سنستعرضها بالتفصيل، ناهيْك عن سائر الأغنيات التي أطلقها دياب خلال الشهور المنصرمة.
يحمل الألبوم إسم أغنية "سهران" من كلمات تامر حسين، ألحان عزيز الشافعي وتوزيع طارق مدكور، وهي عبارة عن "حدّوتة" حول رؤية فتاة مُلفِتة للنظر، واللّافت في كلماتها أنّها إعتمدت على نظرة مختلفة في تأمُّل مظهر الفتاة، ففي العادة يُحكى عن جمال شكل الأنثى "من رأسها حتى أخْمَص قدميْها" أما في أغنية "سهران"، فحُدِّد فقط "من لون الفستان للكحل المرسوم على العين..." مع التركيز على جمال عيونها حينما تقول الأغنية "بتقول بعيونها يا أرض إتهدّي"، وإكتملت هذه الكلمات الغنائية بِلحن وتوزيع "سلِس" وسهل الحفظ بمعنى ما يُقال باللهجة المصرية "تلقطها الوِدن بسرعة"، وهي نقطة قوّة في اللحن الموسيقي كي يُحقّق العمل إنتشاراً واسعاً.
"حلوة البدايات" هي أغنية أخرى من هذا الألبوم تليق بأجواء السهرات حيث تدمج بين موسيقى "التكنو" الغربي مع الإيقاع الشرقي عبر آلة "الدربكة"، من كلمات خالد تاج الدين، ألحان عمرو مصطفى وتوزيع نادر حمدي، ويتمحور موضوعها حول مشاعر الحب التي تُبدِّل حياة الإنسان نحو الأفضل بتوصيف يُشبه عواطفنا الإنسانية حينما نعيش هذه الحالة و"المزاج".
"زي ما إنتِ" التي كتبها ولحّنها عزيز الشافعي ووزّعها موسيقياً نادر حمدي، تمتاز كوْنها عبارة عن حوار بسيط قد نقوله في حياتنا اليومية لكنّه تغنّى بطريقة مميزة "سيبك إنتِ، عاملة إيه وإزّيِّك إنتِ..." مع نغمة الغيتار التي تمدّنا بالشجن، كما يصف مدى قيمة الحبيبة بِجملة "إنتِ أعلى منهم فوق إنتِ نجمة".
"جامدة بس"، من كلمات تامر حسين، ألحان عمرو مصطفى وتوزيع نادر حمدي، هي أغنية غزل حيث تصف الفتاة الجميلة بعبارة "جامدة" لكن بأسلوب "شيك" مع لحن وتوزيع أكْمَل جماليّتها على أذن المستمع.
"جميلة"، هي الأغنية التي شكّلت مفاجأة لِمحبّي دياب لأنّ كريمته "جانا" شاركته في غنائها على طريقة الديو حيث قدّمت المقطع الإنكليزي بصوتها، كما شاركت في كتابتها مع الشاعر شادي نور، وفي تلحينها مع المُلحّن بلال سرور، وهي من توزيع طارق مدكور، وخرج هذا العمل بأغنية من لون فرانكو أراب أي غربي شرقي ممزوجاً بِروح الشباب في طريقة المغنى.
"مهرجان" التي يتعاون فيها دياب مع الشاعر أيمن بهجت قمر، المُلحِّن محمد يحيى والموزّع الموسيقي نادر حمدي، تتمحور هذه الأغنية حول الخلاف الذي يحصل بين الثنائي لكن يسعى الطرف الآخر للإنفصال (ما تفوق يا عم أنا همشي أقول في الشارع هيه) كي يتخلّص من "هموم" هذا الإرتباط المُمِل، وتتضمّن هذه الأغنية Effet "أنا هعمل مهرجان وخلاص ح إنسى اللي كان مهما كان" مع لحن راقص يعكس طاقة إيجابية كبيرة.
"هيعيش يفتكرني" من كلمات تامر حسين، ألحان عمرو مصطفى وتوزيع نادر حمدي، هي أغنية بلحن هادئ يُستهل بنغمات البيانو وتأتي كلماتها لتصف الحبيب الذي أخطأ في حق شريكه المثالي ووقع الفراق بينهما.
"عم الطبيب" التي لحّنها الفنان عمرو دياب بنفسه، كتبها صابر كمال ووزّعها موسيقياً رامي سمير، منذ أن تستمع لهذه الأغنية تُعاد إلى أذهاننا ما رسخ في ذاكرة الجمهور العربي من "تيمة" الأغنيات المصرية الشعبية التي قُدّمت خلال حقبة العشرينات والثلاثينات من القرن المنصرم وهي تعتمد على مقام الحجاز، أما موضوعها فهو عبارة عن حوار حيث يشكو للطبيب من ألم في جسده لينصحه بالبحث عن حبيبة، ثمّ يذهب للعطّار كي يحصل على أعشاب طبية فينصحه بالبحث عن أصدقاء "جدعان".
"روح" التي يتعاون فيها دياب مع أحد أقدم رِفاق نجاحه منذ حوالي العشرين عاماً ويخوض معه اليوم تجربة تأليف كلمات وألحان هذه الأغنية ألا وهو أحمد زغلول وهي من توزيع أسامة الهندي، تُعيدنا هذه الأغنية في موسيقاها إلى روح أعمال التسعينات التي نفتقدها بأسلوب الطرب الخفيف، أما كلماتها فتتمحور حول "جرح الهوى" الذي نحاول نسيانه مع البُعد ونتحسّر على الأيام التي ذهبت سُدى مع حبيب الماضي.
"يا روقانك"، من كلمات أحمد المالكي، ألحان محمد يحيى وتوزيع طارق مدكور، وتصف كلماتها "البنت الشّقيّة" بموسيقى تجمع النغمة اللاتينية مع الشرقية.
"بالضحكة دي" التي كتبها ولحّنها عزيز الشافعي ووزّعها موسيقياً أسامة الهندي، هي أغنية تتغزّل بالحبيبة حيث يقع الحبيب في عشق جميع تفاصيلها وتتّسم هذه الأغنية بأسلوب السهل الممتنع لناحية الكلمات واللحن معاً.
"مكانك في قلبي" التي يتعاون فيها دياب أيضاً مع الشاعر تامر حسين، وهي من ألحان شريف بدر وتوزيع طارق مدكور، وهي تتمحور حول فكرة الحنين للحبيب رغم الإبتعاد عنه وتُعيدنا مع موسيقاها الهادئة إلى "نوستالجيا" تختلج في أنفاسنا.
بذلك، نجد أنّ هذا الألبوم مُنوَّعاً في موضوعاته وألحانه ليُقدِّم الميغا ستار عمرو دياب من خلاله مع صنّاع الألبوم إصداراً جديداً يُرضي جميع الأذواق مثلما عوّدنا دياب دَوْماً.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية