للتذكير، يتم التحضير راهناً لأوبريت غنائي تحت عنوان "أنت أقوى" بصوت أهم نجوم الغناء في العالم العربي ألا وهم: محمد منير، سميرة سعيد، كارول سماحة، صابر الرباعي، وائل جسار، وتامر حسني. وهو من كلمات د.مدحت العدل، تلحين عمرو مصطفى وتوزيع نادر حمدي. وهذا العمل يُشكّل دعوة "حب وأمل" خلال هذه المرحلة العصيبة التي نعيشها تزامناً مع تفشّي وباء كورونا.

لكن خلال الساعات الأخيرة، قام جمهور الفنان تامر حسني بنشر مُلصِق دعائي لهذا الأوبريت يظهر فيه تامر بصورة أكبر حجماً مع الفنان محمد منير مع تصغير حجم صورة الديفا سميرة سعيد ووضعها في الخلف. وهذا ما إعتبره جمهور الديفا، فِعلاً مُتعمَّداً من تامر ومقصود به التقليل من حجم الديفا.

تعقيباً على ذلك، لا بد من التنويه بأنّ الديفا التي دخلت الساحة الفنية منذ نعومة أظافرها وتعاونت مع عمالقة الموسيقى الراحلين، لها باع طويل في الفن حيث أغْنَت المكتبة الموسيقية حتى أصبحت مدرسة غنائية طيلة هذه السنوات، فهي رائدة التجدّد الموسيقي لمختلف الأجيال التي عاصرتها وكبيرة نجمات الغناء في العالم العربي، ولطالما إتّسمت بالشخصية المتواضعة رغم شأنها العالي في الفن وعالم الشهرة والأضواء. كما نشير إلى أنّ كواليس العمل شهدت على بعض المواقف اللّائقة من فنانة بحجم الديفا حيث ترفّعت سميرة سعيد عن المُطالبة بأي شروط للمشاركة في أوبريت "أنت أقوى"، فبالرغم من أنّ "العُرف المنطقي" في هذا النوع من الأعمال يتأتّى عليه أن تقوم الديفا بتقديم المقطع الغنائي للأوبريت فيما يفتتح مقطعه الأول الفنان محمد منير، وذلك إحتراماً لتاريخهما الفني، إلّا أنّ الديفا لم تضع مثل هذه الشروط بل رحّبت بالمشاركة في هذا العمل الوطني الإنساني. .

لذا، من المُعيب جداً القيام بهذه التصرفات من قِبل تامر وجمهوره، خاصة أنّه غالباً ما أثار ويثير الجدل حول تعمّده إظهار نفسه بهذه الأساليب متجاهلاً تاريخ وخبرة مَن سبقوه في عالم الفن والغناء. ومن الأجدى بتامر أن يصب تركيزه على أعماله الفنية التي يُحاول وضع بصمة مميزة فيها، وذلك بعيداً عن هذه التصرفات غير اللائقة إذ "رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فوقف عنده"، كي لا تنقلب هذه الأفعال ضدّ مسيرته الفنية في المستقبل القريب البعيد!