خاص-"سوق الحرير" يستذكر أحد أهم روّاد الإذاعة السورية وعمالقة الفن وأجزاء جديدة منتظرة
يطل علينا المسلسل السوري "سوق الحرير" في الموسم الرمضاني الراهن من نافذة حقبة الخمسينات التي شهدت على زخم في الأحداث التاريخية والإجتماعية داخل المنطقة العربية ما إنعكس على الفن والإعلام، وهذا ما رصده المسلسل المذكور في تفاصيل حلقاته.
للتذكير، مسلسل "سوق الحرير" هو من كتابة حنان المهرجي وإخراج مؤمن الملا، بطولة بسام كوسا، سلوم حداد، أسعد فضة، كاريس بشار، قمر خلف، ميلاد يوسف ونادين تحسين بك، دارين حداد، وغيرهم. وبحسب مصادر خاصة لموقع أغاني أغاني، علمنا أنّ هذا العمل سيكون عبارة عن سلسلة أجزاء ومن المقرّر تنفيذ جزء ثاني وثالث بعد إنتهاء هذا الموسم.
من جهة أخرى وإلى جانب قصته الإجتماعية التي تتمحور حول "عمران" وزوجاته وشقيقه المفقود، لفتنا ما حاول صنّاع العمل التركيز عليه في تفاصيل الحلقات كي يعكس ملامح تلك الحقبة الخمسينية، فمثلاً إستطاعت الحلقة الخامسة والعشرين تسليط الضوء على دور الإذاعة الذي تبلور في تلك الحقبة حين ذُكر في المسلسل إسم البرنامج الإذاعي "المواطن والقانون" الذي قدّمه المحامي والأديب والفنان السوري نجاة قصّاب حسن في الإذاعة السورية، وهنا لا بد من التنويه بأنّ الإذاعة وقتذاك شكّلت الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيراً على الرأي العام حتى أنّ الرجال كانوا يجتمعون في المقاهي للإستماع إلى هذه الآلة الفريدة من نوعها في ذاك العصر. وبعد إنتهاء حكم الإنتداب، تمّ تطوير الإذاعة خلال الخمسينات ثمّ عملت إذاعة دمشق منذ الانطلاقة الأولى لها على استقطاب العديد من المطربين العرب الذين لم يكونوا معروفين في تلك الفترة، والذين صاروا لاحقاً من أعمدة الفن، كما قدّمت الإذاعة في دمشق برامج وتمثيليّات إذاعية حاكت هموم الناس وقضاياهم، وهذا ما عكسه مسلسل "سوق الحرير" حينما إستذكر برنامج "المواطن والقانون"، علماً أنّ مقدّمه المحامي والأديب والفنان السوري نجاة قصّاب حسن هو أحد أعلام الفن والثقافة في سوريا نظراً لِتعدُّد مواهبه حيث كان شاعراً وموسيقياً ورساماً، كما أنه قام بإدارة مواقع تساهم في خدمة الفن والموسيقى كمديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة، وهو صاحب أول سيناريو لفيلم سوري بعنوان "سوري سائق الشاحنة" عام 1962 .
أيضاً يستذكر هذا العمل الدرامي أشهر الأغنيات التي "ضربت" في تلك الحقبة، ومنها المشهد الذي "تُدَنْدَن" فيه أغنية "أنا والعذاب وهواك" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وهي من كلمات اللواء عبد المنعم السباعي (أحد أفراد الضباط الأحرار) وألحان عبد الوهاب نفسه، وهي الأغنية التي أثارت جدلاً كبيراً في كواليسها حول "المُلهِمة" لها ...
فضلاً عن ذلك، إستذكرت الحلقة السادسة والعشرين من هذا المسلسل التي عُرضت أمس فيلم "إسماعيل ياسين في الجيش"، وهو أحد أشهر أعماله وأوّل فيلم من سلسلة أفلامه حول الجيش المصري، والفيلم المذكور تم إنتاجه عام 1955، عن قصة للراحل عبد المنعم السباعي وحوار أبو السعود الإبياري وإخراج فطين عبد الوهاب، وهو من الأفلام التي حملت رمزية وطنية لتسليط الضوء على أهمية التجنيد في الجيش لكنه أتى ذلك في إطار كوميدي. وللمصادفة أنّ مسلسل سوق الحرير إستذكر الراحل عبد المنعم السباعي في عمليْن، العمل الأول هو أغنية "أنا والعذاب وهواك"، والعمل الثاني هو فيلم "إسماعيل ياسين في الجيش"، وللتنويه كان الفن المصري في تلك الحقبة يتّجه نحو نقلة مختلفة نتيجة تأثير الفكر الناصري على الأعمال السينمائية وما استتبعه من إنتشار لهذا الفكر القومي على المنطقة العربية ككل.
بناءاً عليه، تستوقفنا هذه التفاصيل في مسلسل "سوق الحرير" لأنّها تحمل مُهمّة إقناع المُشاهِد أكثر خاصة أنّ الأحداث تدور في زمان غير مُعاصر للوقت الراهن، كما من المهم أنّ يتعرّف الجيل الحديث على أعلام الفن والثقافة العربية من خلال الأعمال الدرامية لا سيّما أنّ مسلسل سوق الحرير يحمل أبعاداً إجتماعية (وسياسية إلى حد ما) لِرصد كيفية إنعكاس التطوّر الاجتماعي خلال تلك الحقبة على الفن والإعلام وبالتالي على الرأي العام العربي.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية