جهود لتطوير لقاحات ضد التهاب القصيبات الرئوية قبل موسم الأوبئة
بعد الإنفلونزا وكوفيد-19، تعمل المختبرات الكبرى على إطلاق لقاحات في الخريف قبل موسم الأوبئة، ضد الفيروس التنفسي المخلوي RSV، المعروف خصوصاً بتسببه بازدياد كبير في الإصابات بالتهاب القصيبات الرئوية خلال الشتاء.
ويمكن لهذا الفيروس شديد العدوى أن يتسبب بالتهابات رئوية وفي القصيبات قد تؤدي في أشكالها الحادة إلى وفاة آلاف الأشخاص ودخول مئات الآلاف إلى المستشفيات في جميع أنحاء العالم.
وليس من المستغرب، رؤية المختبرات الكبرى تسعى لإيجاد حلول علاجية في الوقت نفسه بعد عقود من البحث للحماية من هذه المشكلات التنفسية.
في هذا السباق، وللحصول على لقاحات ضد فيروس RSV، الذي تُقدّر قيمة سوقها بنحو 13 مليار دولار بحسب شركة الوساطة "جيفيريز" Jefferies، تعوّل المختبرات المتنافسة على تقنيات ومقاربات مختلفة على صعيد الصحة العامة، وتستهدف الأشخاص منذ بداية حياتهم وحتى خريف العمر.
من هنا باتت الأمور تتسارع منذ الموافقة على أول لقاح ضد الفيروس التنفسي المخلوي، Arexvy "أريكسفي" من مختبر "جي اس كاي" GSK البريطاني، وهو متوفر في الولايات المتحدة منذ أيار/مايو، وفي الاتحاد الأوروبي منذ حزيران/يونيو للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
كذلك، تلقت شركة "فايزر" للصناعات الدوائية موافقة وكالة الأدوية الأميركية (اف دي ايه) على لقاح Abrysvo "أبريسفو"، المخصص أيضاً لكبار السن. لكنّ الإذن الأوروبي لم يصدر بعد.
وبالنسبة للرضّع الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، لا يوجد لقاح في حد ذاته، لكن يُعتمد مبدأ المناعة السلبية عن طريق حقن جرعة من جسم مضاد أحادي النسيلة لتعريض هؤلاء الأطفال لأول مرة في حياتهم لشكل طفيف من الإصابة بالفيروس التنفسي المخلوي.
وتنوي مختبرات سانوفي الفرنسية العملاقة أن تقدّم "ابتداءً من موسم 2023" في أوروبا علاجها الوقائي الذي طورته بالاشتراك مع مختبرات أسترازينيكا البريطانية السويدية، والموجه للأطفال حديثي الولادة تحت اسم "بيفورتوس" ("نيرسيفيماب"). وتكون بذلك قد تفوقت في السباق على مختبرات "ام اس دي" الأميركية التي تتم حالياً دراسة جسمها المضاد clesrovimab MK-1654 ضمن تجارب وصلت إلى المرحلة السريرية الأخيرة.
هذه الحقن ليست سهلة التنظيم ولكن المناقشات الجارية بين الشركات والمجالس العلمية المختلفة والسلطات الصحية يُتوقع أن تنضج هذا الصيف.
وتعمل مختبرات "فايزر" الأميركية أيضاً على لقاح مضاد للفيروس التنفسي المخلوي لدى الأطفال ولكن وفق مقاربة مختلفة، تتمثل في تحصين النساء الحوامل.
بالتوازي مع هذه التطورات، تواصل المختبرات بحوثها. وفي هذا الإطار، تعمل "سانوفي" على لقاح محتمل يمكن تناوله عن طريق الاستنشاق، لأول مرة ضد الفيروس التنفسي المخلوي، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وخمس سنوات، وعلى لقاح بتقنية الحمض النووي الريبوزي الرسول mRNA لكبار السن.
من جهة أخرى، وعلى خطّ هذه التكنولوجيا، تنتظر شركة "موديرنا" الأميركية للتكنولوجيا الحيوية الحصول على تصريح لطرح تقنيتها mRNA-1345 في الاتحاد الأوروبي وسويسرا وأستراليا والولايات المتحدة، لتسويق لقاحها المحتمل المخصص لكبار السن.
وتقول المحللة في "غلوبال داتا" نانسي جاسر إن "من المرجح أن يكون mRNA-1345 أول لقاح من نوعه يعتمد على تقنية mRNA لدخول السوق"، مضيفة أنه نظراً لأن هذه التقنية تتيح التكيف السريع مع الطفرات الفيروسية المحتملة، فإن لقاح "موديرنا" يمكن أن يحقق "نجاحاً أكبر" في حالة حدوث تغيير في الانتشار الوبائي للفيروس.
والتحدي الكبير يتمثل في تقديم لقاحات مشتركة لكبار السن تغطي مجموعة من مسببات الأمراض الشتوية، بما في ذلك الإنفلونزا وكوفيد والفيروس التنفسي المخلوي، "وربما غيرها".
المصدر: info3
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية