اختبار دم مبتكر ينقذ الأطفال من مخاطر السكري والسمنة!

9:15
23-09-2024
اختبار دم مبتكر ينقذ الأطفال من مخاطر السكري والسمنة!

كشفت دراسة جديدة عن نوع مبتكر من اختبارات الدم يمكن أن يعمل كتحذير مبكر من مرض السكري ومضاعفات أخرى مرتبطة بالسمنة لدى الأطفال.

ووفقًا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أوضح الباحثون أن الاختبار الذي يحلل أنواع الدهون والأحماض الدهنية في الجسم قد يسهل التعرف على الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالسمنة، مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد والقلب. هذا سيمكن الأطباء من تقديم العلاجات المناسبة في وقت مبكر.

وأشارت الدكتورة كريستينا ليغيدو كويغلي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أن العلماء اعتمدوا لعقود على تصنيف الدهون إلى كولسترول "جيد" و"سيئ"، لكن الاختبار الجديد يوفر مجموعة واسعة من جزيئات الدهون التي قد تعمل كعلامات تحذير مبكرة للأمراض المرتبطة بالسمنة.

يعني هذا أن الاختبار يتحدى الفكرة القائلة بأن الكولسترول هو السبب الرئيسي للمضاعفات الصحية لدى الأطفال، حيث يحدد جزيئات دهنية جديدة تسهم في المخاطر الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم.

باستخدام تقنية تُدعى "مطياف الكتلة"، اكتشف الباحثون أن هناك آلاف الأنواع من الدهون في الجسم، ولكل نوع وظيفة مختلفة. تم تحليل نوع الدهون في دم 1300 طفل يعانون من السمنة، وتم وضع 200 منهم لديهم أحماض دهنية مرتبطة بالأمراض في برنامج تدخل نمط الحياة "هولباك" الشائع في الدنمارك.

أظهرت القراءات اللاحقة انخفاضًا في الدهون المرتبطة بخطر الإصابة بالسكري ومقاومة الإنسولين وضغط الدم لدى أولئك الذين اتبعوا البرنامج، على الرغم من التحسن المحدود في مؤشر كتلة الجسم.

من جهتها، قالت الدكتورة كارولينا سوليك، التي شاركت في الدراسة وتعمل في مركز ستينو للسكري في كوبنهاغن، إن التعرف المبكر على الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بهذه الأمراض القاتلة أمر بالغ الأهمية. وأضافت أن الدراسة تعزز الحاجة الملحة للسيطرة على السمنة، وتمنح الآباء دافعًا للتدخل في حياة أطفالهم ومساعدتهم على إنقاص الوزن.

وأكد الباحثون أن الخطوة التالية هي فهم تأثير العوامل الوراثية على الدهون وما يعنيه ذلك بالنسبة للأمراض الأيضية، بالإضافة إلى كيفية تغيير هذه الدهون لتحسين الصحة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ سمنة الأطفال هي حالة معقدة تتأثر بعدة عوامل، منها العوامل الوراثية التي تلعب دورًا في كيفية تخزين الجسم للدهون واستجابته للغذاء. يسهم النظام الغذائي غير المتوازن، الذي يتضمن تناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية وقليلة القيمة الغذائية مثل الوجبات السريعة والمشروبات السكرية، في زيادة الوزن. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص النشاط البدني، نتيجة لقضاء وقت طويل أمام الشاشات، يؤدي إلى انخفاض مستوى الحركة. كما تلعب العوامل النفسية دورًا، حيث يمكن أن تؤثر الضغوط النفسية والعواطف على عادات الأكل. البيئة المحيطة أيضًا تساهم في المشكلة، حيث إن توافر خيارات غذائية غير صحية وقلة المساحات الخضراء تعيق ممارسة النشاط البدني. علاوة على ذلك، قد تؤثر العوامل الاجتماعية والاقتصادية على قدرة الأسر على الوصول إلى خيارات غذائية صحية. بعض الاضطرابات الطبية، مثل مشكلات الغدة الدرقية، قد تسهم أيضًا في زيادة الوزن. لذلك، تتطلب معالجة سمنة الأطفال نهجًا شاملًا يجمع بين تحسين العادات الغذائية وتعزيز النشاط البدني وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.

باختصار، تقدم هذه الدراسة رؤى مهمة حول دور الدهون والأحماض الدهنية كعلامات تحذير مبكرة من الأمراض المرتبطة بالسمنة لدى الأطفال، مما يعزز أهمية الكشف المبكر والتدخل المباشر. إن التحليل المتقدم لأنواع الدهون يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة في مكافحة السمنة ويعزز جهود الوقاية من السكري وأمراض القلب. مع استمرار البحث، يمكن أن تساهم هذه الابتكارات في تحسين صحة الأطفال وتوفير استراتيجيات فعالة للحد من المخاطر الصحية على المدى الطويل.