تلوث الهواء والضوضاء: تهديد خفي للصحة الإنجابية

13:43
05-09-2024
تلوث الهواء والضوضاء: تهديد خفي للصحة الإنجابية

كشفت دراسة حديثة أن التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يزيد من خطر العقم، مما يفتح مجالاً جديداً للبحث في التأثيرات البيئية على الصحة الإنجابية. وفقاً لصحيفة «independent» البريطانية، وقد أظهرت الدراسة أن الجسيمات الدقيقة في الهواء بالإضافة إلى ضوضاء حركة المرور يؤثران على خصوبة الأفراد، وذلك مع تباين تأثيرات هذه العوامل بين الجنسين. بينما كان لتلوث الهواء تأثير أكثر وضوحاً على الرجال، أظهرت النتائج أن ضوضاء الطرق كانت أكثر ضرراً للنساء.

التحليل الذي أجري في الدنمارك شمل بيانات من 526 ألف رجل و377 ألف امرأة، تتراوح أعمارهم بين 30 و45 عاماً. خلال فترة الدراسة الممتدة من عام 2000 إلى 2017، وجد الباحثون علاقة ملحوظة بين التعرض لمستويات عالية من الجسيمات الدقيقة المعروفة بـ PM2.5، والتي يمكن أن تتغلغل في عمق الرئتين وتدخل مجرى الدم، وزيادة خطر العقم بنسبة 24% لدى الرجال.

من جهة أخرى، لم يظهر للتعرض لجسيمات PM2.5 تأثير كبير على خصوبة النساء. ومع ذلك، كانت النساء أكثر تأثراً بضوضاء حركة المرور على الطرق، التي ارتبطت بزيادة خطر العقم بنسبة 14%. وأوضح الباحثون أن تأثير الضوضاء على الخصوبة قد يكون مرتبطاً بالإجهاد واضطرابات النوم الناتجة عنها.

أمّا بالنسبة للرجال، أظهرت الدراسة زيادة طفيفة في خطر العقم بسبب ضوضاء حركة المرور للفئة العمرية 37-45، بينما لم يكن لهذا التأثير كبير على الرجال الأصغر سناً. تجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة كانت متسقة عبر مختلف المناطق والمجموعات الاجتماعية والاقتصادية.

ومع ذلك، أشار بعض الخبراء إلى أن الدراسة، على الرغم من أخذها في اعتبارها عوامل مثل الدخل والتعليم والمهنة، لم تأخذ بعين الاعتبار عوامل نمط الحياة مثل التدخين، وتعاطي الكحول، أو مؤشر كتلة الجسم، والتي قد تؤثر أيضاً على خطر العقم. وخلص الباحثون إلى أن هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وفهم تأثيرات التلوث على الخصوبة بشكل أفضل. وتسلط هذه الدراسة الضوء على جانب جديد من التأثيرات البيئية على الصحة الإنجابية، حيث يظهر أن التعرض المطول لتلوث الهواء والضوضاء قد يساهم في زيادة خطر العقم. تبرز النتائج الفروقات بين الجنسين في كيفية تأثير هذه العوامل البيئية، مما يعزز الحاجة لفهم أعمق لتأثيراتها. بينما أظهرت الدراسة تأثيرات سلبية واضحة لتلوث الهواء على الرجال، تبين أن ضوضاء حركة المرور تؤثر بشكل أكبر على النساء.