أعلن الأخصائي في الأمراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط ل"صوت لبنان" أن: جدري القردة أو ما يعرف ب"جدري M" هو طفرة جديدة تنتشر بسرعة وتؤدي الى الوفاة.

وأضاف مخباط أنه تمّ رصد 30 اصابة في جدري القردة في لبنان ولكن عولجت و ذكر أنّ العدوى تأتي عبر العلاقات الحميمة.

من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية الأمس من احتمال اكتشاف حالات أخرى مستوردة من جدري القردة قريبا في أوروبا وذلك قبل إعلان السويد رصد أول حالة من المرض الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 548 شخصاً منذ بداية العام في جمهورية الكونغو الديموقراطية بسبب سلالة أكثر عدوى وخطورة من الفيروس.

كما أعلنت المنظمة الأربعاء أن انتشار جدري القردة في إفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.

وفي المجمل، تم تسجيل 38465 إصابة بهذا المرض في 16 دولة افريقية منذ كانون الثاني/يناير 2022، و1456 وفاة مع زيادة بنسبة 160% في عدد الحالات عام 2024 مقارنة بالعام السابق وفقاً للبيانات الصادرة الأسبوع الماضي عن وكالة الصحة التابعة للاتحاد الافريقي.

وبعيد إعلان السويد رصد أولى حالات التفشي الجديد للمرض في أوروبا، قال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في القارة أوروبا إن ذلك "هو انعكاس واضح لترابط عالمنا... من المرجح أن يتم رصد حالات مستوردة إضافية من السلالة الجديدة في منطقة أوروبا في الأيام والأسابيع المقبلة".

وأفادت الوكالة في بيان بأن "شخصا احتاج الى رعاية" في استوكهولم "تمّ تشخيص إصابته بجدري القردة تسببت به السلالة 1. هذه هي أول إصابة تتسبب بها السلالة 1 يتم تشخصيها خارج القارة الإفريقية". واعلنت اوليفيا ويغزيل وهي المسؤولة المؤقتة للوكالة السويدية خلال مؤتمر صحافي أن "الشخص أصيب خلال زيارة إلى الجزء من افريقيا حيث يسجل تفش كبير لمرض جدري القردة الناتج عن السلالة 1".

وقد أوضحت الوكالة في بيان أن السويد مؤهلة "لتشخيص وعزل وعلاج المصابين بمرض جدري القردة بأمان"، مؤكدة أن "علاج مصاب بجدري القردة في البلاد لا يهدد عامة السكان، وهو خطر يعتبره المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) منخفضا للغاية حاليا".

في ضوء التصريحات الأخيرة للدكتور جاك مخباط، الأخصائي في الأمراض الجرثومية، يتجلى لنا بوضوح التحدي الذي يشكله جدري القردة أو "جدري M" في لبنان. وقد أشار الدكتور مخباط إلى أن هذا المرض، الذي يُعدّ طفرة جديدة في عالم الأوبئة، ينتشر بسرعة وقد يكون له تأثيرات خطيرة تصل إلى الوفاة. وعلى الرغم من رصد 30 حالة إصابة حتى الآن في لبنان، فقد تم التعامل معها وعلاجها بنجاح، مما يعكس مستوى اليقظة والاحترافية في التعامل مع هذا التهديد الصحي. ومن المهم أن نكون واعين لمصدر العدوى، والذي يأتي عبر العلاقات الحميمة، ونتخذ جميع التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشار هذا المرض.