ما زالت حرب "الإيرادات" قائمة ولكن ليس بالإيرادات وحدها تنجح الأفلام!
تتصدّر الأخبار المتعلّقة بإيرادات الأفلام كافة المواقع الإلكترونية العربية خلال الفترة الراهنة وسيستمر الوضع على هذا الحال طيلة الشهر الجاري تماماً مثلما يحصل مع كل موسم سينمائي، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه، هل الإيرادات التي تحصدها الأفلام تُعتبر معياراً كافياً لقياس مدى نجاح العمل السينمائي؟!
هناك معايير عديدة لقياس مدى نجاح الفيلم لذلك من غير المنطقي إعتبار "أرقام الإيرادات" هي وحدها مؤشّراً لهذا النجاح، والدليل على ذلك أنّ هناك أفلام تجارية تعتمد على نجومية البطل ما يُحقّق نسبة إيرادات عالية رغم أنّ الفيلم قد يكون لا يمتلك أي من العناصر السينمائية الأخرى مثل القصة، السيناريو، الحوار، الإخراج.
من جانب آخر، هناك عوامل أخرى تُساعِد على تحقيق إيرادات عالية لفيلم معيّن على حساب الأفلام الأخرى، مثلاً نشير إلى أنّ الموزّع السينمائي لا يقوم بتصدير الفيلم بناءاً على قيمته السينمائية إنّما يقوم بحملة ترويجية واسعة لتوزيع الفيلم خارج بلده الأصلي نظراً لنجومية البطل، هذا ما ينطبق من بين أفلام عيد الأضحى على فيلم "البدلة" حيث أنّه الفيلم المصري الوحيد المطروح في دور العرض السينمائية اللبنانية مع غياب كافة الأفلام الأخرى المُنافِسة في موسم عيد الأضحى ولعلّ أهمّها – من الناحية السينمائية- هو فيلم "تراب الماس" الذي يغيب راهناً عن صالات السينماهات في لبنان رغم أنّه من الممكن طرحه لاحقاً إلّا أنّ الموزّع السينمائي بين مصر ولبنان يهتم هنا بطرح فيلم "البدلة" بسبب نجومية بطله النجم المصري تامر حسني بغض النظر عن العناصر الأخرى مع غياب فيلم "تراب الماس" على سبيل المثال لا الحصر، إذ يُفكّر المنتج والموزّع السينمائي من الناحية التجارية المالية فقط.
في مقابل ذلك، نجد أنّ معظم الأفلام التي تُشارِك في المهرجانات السينمائية المحلية، الإقليمية والعالمية تنال أهم الجوائز إلّا أنّها لا تُحقّق أي ربح تجاري لأنّها أفلام "نخبوية" إن صح التعبير، وهذا يُعد دليلاً آخر يشير إلى أنّ نسبة الإيرادات على شباك التذاكر ليست معياراً كافياً لتقييم الفيلم من الناحية السينمائية. وللتنويه، هناك أعمال سينمائية قليلة يتمكّن صنّاعها من تقديم فيلم يتضمّن فحوى ذي قيمة سينمائية وفي الوقت عينه يتطلّع نحو المكسب التجاري وهذا ما ينطبق على أفلام النجوم أمثال: عادل إمام، أحمد السقا، أحمد حلمي، محمد هنيدي وأحمد عز، ونحصر هنا الأمثلة بالذكور لأنّ الأفلام في الفترة الراهنة تشهد بطولات سينمائية أولى لممثلين تحديداً أما الممثلات فتظهرن بأدوار البطولة الثانية.
لذلك، نُعقِّب على أنّ النجاح الحقيقي للفيلم لا يُقاس بالايرادات فقط إنما ينجح الفيلم حينما يتوفّر فيه شرطاً بأنّه "يعيش" – مثلما يُقال- بمعنى أنه لو قَدَّم مضموناً قيِّماً فإنّ الفيلم سيحرز مكانة سينمائية بين الأعمال التي تسمح له بأن يُشاهده الناس على مدار العديد من السنوات القادمة مع تعاقُب الأجيال ما يُشير إلى مدى نجاحه الفعلي وليس بأرقام الإيرادات فقط...!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية