كانت الفوازير خلال فترة التسعينات محط نظر الجماهير العربية التي تنتظرها مع كل موسم رمضاني حيث كنّا ننبهر بإستعراضات فنية راقية مع "حزّورة" أو "فزّورة" حينما كانت هوية بطلة الفوازير محصورة بين النجمتان "نيلي" و"شريهان".

لكن مع الألفية الجديدة بدأت تضمحل الإنتاجات الخاصة بالفوازير الرمضانية، ورغم كل المحاولات التي قام بها صنّاع الفن مع نجمات جُدُد في عالم الفوازير إلا أنّه لم تستطع أي نجمة إختراق هذا العالم "الفوازيري" بعد نيلي وشريهان. وإن أردنا البحث في الأسباب الكامنة وراء إختفاء الفوازير عن الشاشات، فلا بد من تواجد عدة مسبّبات منها إعتزال النجمة شريهان لفترة زمنية سابقة بسبب مرضها، في الوقت الذي لم نعد نشاهد فيه أي أعمال للفنانة نيلي التي لم تعتزل بالشكل الرسمي إنما فضّلت الإبتعاد عن الساحة وهذا بحسب تصريحاتها الإعلامية الأخيرة. 

ولا شك في أنّ هناك سبباً آخر وراء ذلك يتمثّل بالإفتقاد لصنّاع حقيقيين قادرين على تقديم الفوازير بالشكل الذي عرفه الجمهور لسنوات طويلة، وهنا المقصود بمؤلفين وكتاب سيناريو وأغنيات ومدرّبي رقص وإخراج إلخ...

لذا أصبحت الفوازير بشكلها التقليدي "المحفور" في ذاكرة الجمهور العربي هو جزء من فن الزمن الجميل بألوان الأبيض والأسود، رغم أنّ هناك محاولات خجولة لتقديم فوازير بشكل مختلف عن المعتاد، لكن في هذا السياق يجب التنويه بأنّ الفنان سمير غانم هو الوحيد الذي إستطاع إعادة إحياء شخصية الفوازير المعروفة "فطوطة وسمورة" في برامج إذاعية رمضانية خلال السنوات الأخيرة، ومن جهة أخرى نفيد بالذكر أنّ العودة المرتقبة للنجمة شريهان ستكون عبر مسرحيات إستعراضية وليس فوازير.

وبالحديث عن الفوازير الرمضانية سوف نستعرض بعض المعلومات حولها في الأسطر التالية:

- لم تبدأ الفوازير مع نيلي أو شريهان إنما قدّم الثلاثي سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد فوازير حققت نجاحاً كبيراً.

- بعد نجاح فوازير الثلاثي سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، عرض المخرج فهمي عبد الحميد على النجمة نيلي أن تقدّم معه برنامج اسمه "كاريكاتير" عن فن الرسوم المتحركة، ولم تلفت الفكرة انتباه نيلّي، ولكنها وافقت فقط بسبب وجود تتر إستعراضي، وبعد عام واحد تركت نيلّي السينما، وأصبحت نجمة الفوازير والإستعراض منذ عام 1975 ثم توقّفت لفترة لتُكمل مسيرتها شريهان وتصبح أسطورة الفوازير.

- الفوازير التي قدّمتها نيلي نذكر منها: أنا وأنت فزورة، عروستي، الخطّابة، عالم ورق، وظلّت فوازير "أم العريف" هي من أشهر الفوازير التي قدّمتها نيلّي خلال مشوارها وقد تمّ عرضها عام 1992 وبقيت بعض العبارات التي تردّدها نيلّي في هذه الفوازير راسخة في ذهن الجمهور العربي أمثال :"طبعاً، خلاويس لسّه..." 

- تُعتبر شريهان هي نجمة الفوازير الأولى إلى جانب الفنانة نيلي، ونذكر أنّ شريهان قدّمت سلسلة فوازير ألف ليلة وليلة مع المخرج الراحل فهمي عبد الحميد، ففي عام 1985 عُرض ألف ليلة وليلة "عروس البحور"، وبعدها عُرض ألف ليلة وليلة "كريمة وحليمة وفاطيمة"، ولاحقاً قدمت شيريهان ألف ليلة وليلة "شاندو وماندو"، أيضاً قدّمت شريهان فوازير "حول العالم" و"حاجات ومحتاجات" قبل إبتعادها عن الفن بسبب المرض.

- عام 1983 قدّم سمير غانم مع المخرج فهمي عبد الحميد أول حلقة من حلقات فوازير فطوطة بإسم "فطوطة والأفلام" ونجح نجاحاً هائلاً، وفي التسعينات قدّم فوازير المتزوجون سنة 1993، فوازير أهل المغنى 1994، وفوازير المضحكون 1995. ومن بين الفوازير – الآنف ذكرها- التي قدّمها سمير غانم لقد بقيت شخصية فطوطة راسخة في ذهن الجمهور العربي، وهي شخصية خيالية كوميدية ، عبارة عن قزم يرتدي بدلة خضراء وحذاء أصفر كبير، وله شعر كثيف، يتحدّث بصوت رفيع كصوت الطفل الصغير. وقد تقدّمت هذه الشخصية في عدة فوازير نذكر منها "فطوطة وسمورة"، "فطوطة والشخصيات" عام 1986، فطوطة حول العالم، وظهر مجدداً في مسلسل الرسوم المتحركة" فطوطة وتيتا مظبوطة" والذي عرض في رمضان 2010. وقدّم هذه الشخصية عبر برامج إذاعية أيضاً آخرها عام 2015، ويستعد لتقديمها هذا العام خلال الموسم الرمضاني عبر برنامج إذاعي يحمل إسم "فطوطة في كأس العالم".