تعرّف على أغنيات يوم الخميس قبل "هلا بالخميس" !
لا شك في أنّ أغنية "هلا بالخميس" شكّلت ظاهرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي بعدما إقتحمت صفحات الانترنت فيديوهات مُضحكة وساخرة لمقطع من هذه الأغنية. فأصبحت عبارة "هلا بالخميس" هي شعار أو "Trend" لكن هناك أغنيات أخرى غنّت لهذا اليوم من الأسبوع أي "الخميس".
ففي عام 1952، طرحت الفنانة القديرة شادية أغنية تحمل إسم "بكرا الخميس" وذلك ضمن فيلم بعنوان "غضب الوالدين" من إخراج حسن الإمام. ويقول مطلع هذه الأغنية التي كتبها فتحي قورة ولحّنها محمود الشريف :" بكرا الخميس بكرا جايّ العريس بكرا". وأضافت عليها شادية أداءً غنائياً إتّسم بخفة الظل والدلع فهي لطالما لُقّبت ب"دلوعة الشاشة".
وفي عام 1983، طرح فنان العرب محمد عبده أغنية "ليلة خميس" وهذه الأغنية تحمل قصة خاصة في كواليسها حيث أنّ هذا العمل لم يكن في الأساس لفنان العرب إذ كتبها سمو الأمير خالد بن يزيد ولحّنها الموسيقار الراحل عمر كدرس، وكان آنذاك الوسط الغنائي الخليجي يقع في منافسة شديدة بين الراحل طلال المداح والفنان محمد عبده إلا أنّ أغنية "ليلة خميس" كان من المفترض أن يقدّمها فنان صاعد يُدعى محمد عمر لكن كان ملحن العمل قلقاً حول كيفية غناء هذه الأغنية القيّمة والصعبة بصوت فنان صاعد، وللمصادفة أنّ الملحن كان يتباحث في ذلك مع مجموعة من الأصدقاء المقرّبين ومن بينهم أحمد عبده شقيق الفنان محمد عبده، فإقترح أحمد أن تكون الأغنية لشقيقه وهكذا حصل بالفعل إلا أنّ هذه الأغنية سبّبت مشاكل بين المداح وعبده حيث كان في السابق قد إستمع مداح للأغنية وأُعجب بها قبل أن يُسجّلها عبده ويطرحها رسمياً.
وفي السنوات القريبة وتحديداً 2015، طرح الفنان رابح صقر أغنية خاصة بيوم الخميس أيضاً وقد حملت إسم "خميس" ضمن ألبوم أوجه المعنى. وهي من كلمات تركي وألحان سهم، وتقول كلماتها:"خميس ومالي خلق أزعل مهما تستفزوني، خميس ومالي خلق أزعل أنا فوق السحاب هناك شوفوني". والأغنية لاقت رواجاً لدى الشباب الخليجي خاصة أنها أتت بلغة الشباب و بلحنٍ معاصر.
ورغم أنّ الأسماء الثلاثة الآنف ذكرها هي قامات فنيّة من عصور مختلفة إلا أنّ أغنية "هلا بالخميس" يردّدها الجمهور خلال الفترة الراهنة أكثر بكثير من أي أغنية تغنّت بالخميس! والأغنية المذكورة هي لفنان غير معروف يُدعى معن برغوث طرحها قبل ما يُقارب السنتين. وإحدى المرات، كان في رحلة العودة لموطنه الرياض، وفي طريق السفر جاءت فكرة اللحن وبدأ بدندنة الأغنية وسجّلها على هاتفه ونشرها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فلاقت رواجاً في الخليج من ثمّ في عدة دول عربية. ويحضّر البرغوث حالياً، مع شركة إنتاج موسيقي، نسخة جديدة ومطوّلة من "هلا بالخميس".
لكن مما لا شك فيه أنّ هذه الأغنية ما هي إلّا ظاهرة إجتماعية – فنية ستضمحل بشكل تدريجي مثلما حصل سابقاً مع عدة أغنيات مثل "ترشرش" والموضة التجارية التي روّجت لها قبل أن تنطفِىء تماماً، وهذا ما بدأنا نلاحظه على أغنية "هلا بالخميس" التي بدأت تتراجع ظاهرتها رويداً رويداً.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية