في الذكرى الثالثة لرحيلها: "صباح ستبقى أسطورة الأجيال"!
في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات، رحلت الشحرورة صباح عن عالمنا بعد سلسلة عديدة من الشائعات التي روّجت كذباً خبر وفاتها قبل أن يصبح هذا الخبر مؤكّداً فجر السادس والعشرين من شهر تشرين الثاني نوفمبر من عام 2014.
إنّ الراحلة صباح -وإسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي- شكّلت حالة خاصة جداً من بين جميع عمالقة الفن العربي، فهي "ست الكل" و"حلوة لبنان" و"حلوة كتير"، إسمها "الأسطورة" وصوتها وحضورها "زي العسل"، أحبّت وطنها الأم لبنان وغنّت له "يا لبنان دخل ترابك وألو بيروت وتعلى وتتعمّر يا دار" كما أنها لم تحتمل غيابها عن مصر يوماً وحينما إضطرت أن تغيب عنها غنّت لها"سلمولي على مصر"، وهي التي رحلت "في ليلة بكى فيها القمر" وعادت "عالضيعة" لتُدفن هناك يوم الثلاثين من شهر تشرين الثاني نوفمبر 2014 عن عمر ناهز السبعة والثمانين عاماً ، تاركة للتاريخ أكثر من ثلاثة آلاف أغنية و83 فيلماً و27 مسرحية.
أما بداياتها الفنية فلم تكن سهلة بتاتاً بل لعبت الصدفة دورها حينما تعرّفت صباح على المنتجة آسيا داغر والمخرج هنري بركات فخطت معهما أولى خطواتها نحو المجد والشهرة إلا أنها بعد ذلك إجتهدت كثيراً على نفسها ودرّبت صوتها على يد الملحّن رياض السنباطي لتستطيع غناء اللون الطربي الشعبي بعدما كانت تُجيد المواويل الجبلية. ومع مرور السنوات قدّمت أعمالاً ذات بصمة خاصة جداً فأصبحت صباح مدرسة فنيّة بحد ذاتها، كما إستطاعت رسم الأغنية اللبنانية إلى جانب عمالقة آخرين أمثال وديع الصافي والسيدة فيروز.
ونتذكّر كيف تلقّى الجمهور خبر رحيلها في بيان نشرته ابنة شقيقتها كلود عبر صفحة رسمية على فيسبوك حملت إسم الشحرورة، فنقلت كلود أمنيتها وكلماتها الأخيرة حينما أوْصت صباح الجميع بعدم البكاء يوم رحيلها بل كان الدفن الشعبي وقتها أشبه بالعرس الذي حضره نجوم لبنانيين ومصريين إلى جانب الشخصيات السياسية والوجوه الإجتماعية والإعلامية بالإضافة إلى عامة الشعب.
فالشحرورة لم تكن مميزة فقط بصوتها وأعمالها الغنائية والسينمائية والمسرحية إنما أيضاً إتسمت بشخصية محبّبة وقريبة من القلب لجميع الفئات العمرية من جمهورها وكانت مثالاً ونموذجاً يقتدي به الكثير من الفنانين، ولا شك أنها إمتازت بطيبة القلب والتواضع والإطلالة الساحرة وأيقونة للموضة والجمال.
كل هذه الصفات وأكثر كانت كفيلة بجعلها دوماً في بال جماهيرها العريضة، حتى غوغل يستذكر صباح! فكان من الملفت خلال هذا الشهر وتحديداً في العاشر منه- وهو اليوم الذي يُصادف فيه ذكرى عيد ميلاد الشحرورة- ما قام به محرك البحث "غوغل" بتغيير شعاره احتفالاً بالذكرى التسعين لميلاد الفنانة الراحلة صباح. ووضع غوغل يومها بدلاً من شعاره المعروف صورة للفنانة الراحلة، ومن خلفها أعمدة بعلبك وكذلك فرقة بلباس فلكلوري تؤدي الدبكة اللبنانية.
وفي الختام لا بد من القول أنّ صباح ستبقى الأسطورة الخالدة والحاضرة بين جميع الأجيال.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية