قد يبدو مصطلح "فانتازيا درامية" غير واضح المعنى للبعض لذلك سنفسّره بالتالي، الفانتازيا هي تناول الواقع الحياتي من رؤية غير مألوفة، ما يعني أن هنالك شكّاً في عالم الرواية إن كان ينتمي إلى الواقع أم يرفضه حيث تُعد الفانتازيا نوعاً أدبياً يعتمد على الأشياء الخارقة للطبيعة كعنصر أساسي للحبكة الروائية، والفكرة الرئيسية، وأحياناً للإطار الروائي (مثل ملحمة الإلياذة والأوديسة).

وشهد الموسم الرمضاني المنصرم(2017)، مسلسليْن من نوع الفانتازيا، الأول تاريخي وهو أوركيديا، والثاني كوميدي وهو خلصانة بشياكة، إلا أنّ العمليْن لم يحقّقا النجاح المرجو بل شهد إخفاق درامي، ومع الموسم الرمضاني لعام 2018، ستشهد المنافسة الدرامية على مسلسل من نوع الفانتازيا الكوميدية لعملٍ سَبَق وشاهدناه عبر السينما ألا وهو " أرض النفاق".

هذا العمل قصته معروفة لأنّه من أشهر أفلام الممثل الراحل فؤاد المهندس وشويكار طُرِح عام 1968(تأليف يوسف السباعي وإخراج فطين عبد الوهاب)، ليتحوّل هذا العام إلى مسلسل مع الممثل محمد هنيدي. وهو من نوع الفانتازيا لأنّه يطرح فكرة غير مألوفة تكمن في إكتشاف البطل محلّاً لبيع الأخلاق وقد تمّ بيع كل الأخلاق القبيحة ولا يوجد غير حبوب الشجاعة، الصدق، المروءة والصبر، وحينما يتناول البطل حبّة الصدق يتعرّض لمشاكل عديدة بسبب أخلاقه الحميدة على أرض مليئة بالنفاق ! ورغم أنّ الفيلم يدور ضمن إطار كوميدي إلا أنّه يحمل رسالة هادفة في وَصْفِه إفتقاد القِيَم والأخلاق في المجتمع.

وتأتي نهاية الفيلم حينما يتوجّه البطل الى دكّان الأخلاق ويسرق أكياس من حبوب أخلاق الصدق ويلقيه في النيل ويشرب الناس منه وتتحسّن أخلاقهم لكن بعد انتهاء مفعول الحبوب "تعود ريما لعادتها القديمة" أي للنفاق.

ونذكر أنّه في إحدى تصريحات نجل الراحل بطل هذا العمل(محمد فؤاد المهندس) كشف أنّ "أرض النفاق" هو من أكثر الأعمال التي يحبّها الراحل لأنها تصلح لأي زمان ومكان ويُعالج قضية إجتماعية في قالب كوميدي.

لكن مع إعادة طرح هذا العمل عبر الشاشة الصغيرة مع الممثل محمد هنيدي لا بد من طرح تساؤلات عديدة، هل سيقع أبطال المسلسل في فخ المقارنة مع شخصيات الفيلم، وكيف سينجذب الجمهور لمتابعة مسلسل أرض النفاق ذي النهاية المعروفة مُسبَقاً؟!