"سكّر زيادة" و"فالنتينو"... حينما يُخفِق الكبار فيُصاب الجمهور بِخيبة أمل!
في أغلب الأحيان، ينتظر الجمهور مسلسلاً أو فيلماً معيّناً نظراً لإسم بطله أو بطلته (في حال الإعتماد على البطل الأوْحد) قبل أن يُدرك فكرته أو قصته الدرامية، وفيما خص الموسم الرمضاني لعام 2020، تشوّق الجمهور العربي لِمُشاهدة "سكّر زيادة" وهو المسلسل الأوّل الذي يجمع كل من النجمتيْن المصريّتيْن نادية الجندي ونبيلة عبيد بعد منافسة دامت لسنوات طويلة بينهما، كما تحمّس الجمهور في هذا الموسم لِمشاهدة الزعيم عادل إمام في مسلسل "فالنتينو"، وذلك بعدما غاب عن الشاشة الفضية في رمضان 2019، إلّا أنّ إنتظار هذيْن المسلسليْن عاد علينا بِخيبة أمل بالخط العريض مع كامل الإحترام لتاريخ هؤلاء الكبار من نجومنا في العالم العربي!
"سكّر زيادة": حلقات بِتركيبة puzzle وكوميديا مُفْتَعلة!
"سكّر زيادة" يجمع في بطولته كل من النجمتيْن المصريّتيْن نادية الجندي ونبيلة عبيد، ومعهما القديرة سميحة ايوب والممثلة هالة فاخر. من تأليف أمين جمال، إخراج وائل إحسان وإنتاج الصبّاح إخوان. وهو مستوحى من المُسلسل الشهير "The golden girls"، لشركة ديزني العالمية. تجري أحداث المسلسل داخل فيلا بحيث تضطر كل بطلاته للإقامة فيها معاً بعد تعرضهن لعملية نصب، وبالتالي تحاول كل منهن الاستحواذ على الفيلا والتخلص من باقي السكان.
أما ما شاهدناه ونُشاهده في حلقات هذا المسلسل، فَلم يُرضِ رغبة الجمهور بما كان ينتظره في هذا العمل، إذ تجد وكأنّ الحلقات تمّ تركيبها على طريقة puzzle دون إدراك الغاية أو المُبرِّر من وجود هذا الكم من ضيوف الشرف، كما أنّ المواقف الكوميدية التي تدور في هذه الحلقات المتصلة المنفصلة هي عبارة عن كوميديا مُفْتَعلة فلا تحث المُشاهِد على الضحك بقدر ما تدفعه بالإستهزاء بهذا النوع من الكوميديا. ناهيْك عن أنّ السيناريو والحوار في النص الدرامي لمسلسل "سكّر زيادة" غير مُقنع في أغلب الحلقات، وعلى سبيل المثال، نذكر ما عُرِض في الحلقة التاسعة عشر من مشاهِد ترصد إرتباك عصمت (نادية الجندي) أمام والدتها (سميحة أيوب) في الحديث عن حبيبها وإجرائها المكالمات الهاتفية معه بالخفاء كالمراهقات، لذلك، كان من الأجدر على المؤلّف خَلْق قصص درامية تُلائم أعمار بطلات العمل، وللتنويه لا نقصد هنا عدم رصد العلاقات العاطفية للسيدات مهما كبرن في السن لكن في قالب درامي مُغاير عمّا يرتكز عليه المسلسل المذكور.
مع العلم أنّ هذا العنصر الدرامي أي "النص والحوار" وهي الركيزة الأساسية التي ينطلق منها المسلسل لا علاقة له بالضغوطات النفسية التي عانى منها فريق العمل خلال التصوير بسبب أزمة كورونا.
"فالنتينو": التكرار يُصيب بالملل والتجديد أمر مطلوب!
يطل الزعيم عادل إمام على جمهوره من خلال مسلسل "فالنتينو" في الموسم الرمضاني لعام 2020 بعدما كان من المفترض أن يدخل هذا المسلسل في السّباق الرمضاني لعام 2019 لكن أُرجِئ لأسباب إنتاجية. يُجسّد إمام في هذا العمل دور رجل أعمال يُدعى نور عبد المجيد فالنتينو، وهو صاحب مجموعة مدارس "انترناشيونال" يواجه طوال الأحداث مشاكل وأزمات تتعرّض لها سلسلة المدارس التي يمتلكها. هذا العمل من تأليف أيمن بهجت قمر، إخراج رامي إمام، إنتاج شركة Magnum المملوكة لكل من رامي إمام وهشام تحسين. ويُشارك في بطولته عدد من نجوم الدراما أمثال دلال عبد العزيز، داليا البحيري، حمدي الميرغني.
لعلّ هذا المسلسل قد يكون هو العمل الوحيد الذي لم يتأثّر بجائحة كورونا مقارنة بِسائر المسلسلات التي تمّ تصويرها خلال هذه الظروف كي تلحق بالموسم الرمضاني. لكن عانى "فالنتينو" من عدم قدرته على إستقطاب أكبر شريحة من الجمهور لأنّه لم يُحاكي التجدّد المطلوب في الأعمال الدرامية بل خرج بصورة مُشابهة لكافة أعمال الممثل القدير عادل إمام لناحية الفكرة، الشكل، الحوار وحتى "الإيفيهات" الكوميدية.
فضلاً عن ذلك، نشير إلى أنّ الخطوط الرئيسية والفرعية التي تناولها هذا العمل لم تمنحه الغنى الدرامي المطلوب إذ نرى مشاكل إجتماعية تُعالَج درامياً في قالب متكرّر مثل تسلّط الزوجة، الزواج سرّاً من امرأة أخرى، حب الإبن لسيّدة أكبر منه في السن وغيرها...
كما كرّر إمام نفسه من حيث العودة إلى النوستالجيا مع أفلامه القديمة، ففي مسلسل "عوالم خفية" (رمضان 2018)، إستعان بإطلالة مميّزة لزميله وصديقه الفنان القدير سمير غانم حيث إستذكر الجمهور حينها تعاوناتهما الناجحة سابقاً. أما في مسلسل "فالنتينو"، يطل الممثل المصري سمير صبري إلى جانب إمام وهو يُقدّم له النصائح كي يتخلّص من ضغوطات زوجته الأولى ويدعوه للتمتع مع زوجته الثانية سرّاً، وهذا ما يُذكّرنا بالفيلم الذي جمع بين إمام وصبري في فيلم "البحث عن فضيحة" (عام 1973) حيث يرتكز هذا الفيلم على ذات فكرة تقديم صبري النصائح لإمام كي يستطيع الزواج من حبيبته التي قدّمت دورها في العمل الممثلة ميرفت أمين. وبالمقارنة هنا مع مسلسل "عوالم خفية"، لقد حقّق نجاحاً أكبر من مسلسل "فالنتينو" لأنّ المسلسل الأول إعتمد على قصة غامضة تتّسم بالتشويق.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية