كورونا يُصيب البشر ووباء جديد يضرب الإنترنت حول العالم!
إن كنتَ تقرأ هذه الكلمات، فلا بدّ من أنَّ فضولك حثَّك للإطلاع على ما يُخفيه الجزء الثاني من العنوان... فَمِمّا لا شكّ فيه أنّك تعيش أزمة كورونا، هذا الوباء المستجد حول العالم، فليس جديداً عليكَ أن تقرأ عبارة "كورونا يصيب البشر"، إنّما تريد معرفة سر الوباء الجديد الذي يضرب الإنترنت حول العالم!
العنوان بين الحقيقة والشائعة
لا تقلق وهَدِّئ من روعك، فما قرأتَه في العنوان ليس صحيحاً بتاتاً وهو ليس شائعة كالشائعات المغرضة التي بات المرء يقرأها بشكل يومي، إنّما لنا غاية أخرى من هذا العنوان على الطريقة الميكافيليّة "الغاية تُبرّر الوسيلة"، وإليكَ في السطور الآتية غايتنا الهادفة من ذلك.
كورونا رَتَّب أولويّاتنا!
على الأرجح أنَّكَ تعيش ما يعيشه العالم بأسره في زمن كورونا، وكم من مرّة شاهدنا أفلاماً تتمحور حول وباءاً يضرب الكوْن، وكنّا نصنِّف هذه الأعمال السينمائية تحت بند أفلام الخيال العلمي، إلّا أنّ عام 2020 أثبت لنا بقدرة القادر عزّ وجلّ أنّ هذه القصص السينمائية ليست خيالاً إنّما ها هي واقعاً نعيشه، وقد ترى هذا الواقع بصورة سلبية أو إيجابية... كلٌّ حسب أفكاره ومبادئه يغنّي على "ليلاه" فأحدهم يُطرَب بالقول "الله" وغيره يضرب رأسه عرض الحائط ويقول "يا الله ويلتاه"... لكن بغض النظر عن ذلك، لا بدّ من أنّ الظرف الإستثنائي الذي نواجهه اليوم جعلنا نُرتِّب أولوياتنا ولو كان البعض منكم لا يحتاج إلى هذه المرحلة العصيبة كي يُدرك ذاته وأولويّاته إلا أنّ قسماً كبيراً من البشر أصابه وباء كورونا -ليس بالمعنى البيولوجي الجسدي- إنّما أصابه نفسياً وإجتماعياً، فأدركَ حينها النِّعَم التي كان يغفل عنها ومنها الأمور التي كنّا نراها بديهية ومن "روتينيّاتنا اليومية"، لاسيّما العناية بالصحة والتخلّص من الأنانية لأنّنا نفكّر في الآخرين وليس بأنفسنا فقط بهدف الحد من إنتشار العدوى بين الناس، ما رفع روح المسؤولية الفردية والجماعية على حدٍّ سواء، عداك عن اللُّحمة الأُسرية والإجتماعية.
هل سيضرب وباء الانترنت حول العالم؟!
مع ترتيب هذه الأولويات في حياتك، ما رأيك أن تتساءل لو كان كورونا هو وباء يُصيب أموراً أخرى من حولنا، فماذا لو كان مثلاً وباءاً يضرب الإنترنت حول العالم؟! ما عليكَ سوى أن تذهب بمخيّلتك وكأنّك تُشاهد فيلم خيال علمي كالذي كان يُخبرنا عن وباء يصيب جميع البشر قبل أن نكتشف إحتمال حصول ذلك بالفعل، هذا ليس هراءاً إنّما قد يأتي وباءاً إلكترونياً يصيب الانترنت ويُقيم علينا حجراً صحياً لإستخدام منصات التواصل الاجتماعي وجميع التطبيقات الإلكترونية مع تحديد الوقت الضروري لها في حياتنا، وهذا ما يجب علينا أن نقوم به لأنّنا أصبحنا كالسلعة التي لا تستطيع العيش بلا إدمان إستخدام هذه المنصات، ونسينا أنّه يجب علينا التحكّم بها عوضاً من تحكّمها هي بنا!
المُجتمَع "مُدمِن انترنت"!
لا تنتظر وباء مثل كورونا يصيب الانترنت الذي تُدمِن عليه وتجعله يتحكّم بك بل سارع في إنقاذ نفسك والمجتمع كي تُدرك كيفية إستخدامه وضروراته، وهذا لا يُقلِّل من شأن أهمية الانترنت وهذه المنصات الالكترونية في حياتنا إنّما المقصود هو رفع مستوى الوعي الفردي والإجتماعي في إستخدامها لأنّ المجتمع بات "مُدمِن انترنت" حتى أنّ فترة الحجر المنزلي الآن تقضيها وأنتَ تحصر نفسك فقط بين هذه المنصّات ونسيتَ أنّ الحياة بالرغم من مكوثك في المنزل مليئة بالأمور الأخرى المفيدة من تثقيفية وترفيهية وغيرها كالرياضة، الموسيقى، الرقص، الرسم، المطالعة، طهو الطعام، التأمّل إلخ...!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية