مع تزايد مشاكل الأرق... حالات الإفراط في تناول الميلاتونين تنتشر
الميلاتونين أصبح من المكملات الشائعة بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في النوم. غير أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعداً ملحوظاً في حالات الإفراط في استعماله والتسبّب في أضرار واسعة.
والميلاتونين في الأساس هو هرمون ينتج في الغدة الصنوبرية في الدماغ ويؤدي دورًا أساسيًا في تنظيم دورات النوم واليقظة في الجسم. ويرتبط إنتاجه وإفرازه في المخ بتوقيتات اليوم، فمستوياته تنخفض أثناء النهار وترتفع بحلول الظلام لذا يوصف أحياناً "بهرمون الظلام" أو جهاز تنظيم ضربات القلب الطبيعي.
ويتوفر الميلاتونين في صورة مكمل غذائي، غالبًا على هيئة أقراص أو كبسولات تؤخذ عن طريق الفم.
وفي كثير من الحالات، يستخدم الميلاتونين في علاج اضطرابات النوم، مثل الأرق، واضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
وفي العصر الحديث، توسّعت مشاكل النوم مع كثرة استعمال الهاتف الذكي أو أي شاشة قبل النوم. فمن تمرير الصفحات لتتبع أخر الأخبار وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ليلاً، يكثر التعرّض للضوء الأزرق المنبعث من الهاتف.
وقد سبق وأكّدت دراسات عدّة أن النظر إلى شاشة الهاتف الذكي لفترات طويلة على الفراش له أثر مدمّر على النوم.
وهذا يعود إلى العبث بمستويات الميلاتونين، فكلما زاد التعرّض للضوء بحلول وقت النوم، على غرار الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية، يضعف إنتاج الميلاتونين، ما يجعل النوم بالتالي صعباً.
لهذا السبب فإن واحدا من كل ثلاثة أميركيين بالغين لا يحصلون على 7 أو 8 ساعات من النوم وهو معدّل عدد الساعات التي يحتاج أغلب الناس لها للحصول على قسط كاف من الراحة لضمان عمل وظائف الجسم بصورة سليمة وصحيّة.
تعقيبلاً على ذلك، ولحل هذه المشكلة، لا عجب أن يلجأ ملايين الناس إلى مكمل الميلاتونين للمساعدة في التغلب على الأرق وصعوبات النوم بعد العمل في مناوبة ليلية مثلاً.
وإذا كان الميلاتونين يخضع للوصفة الطبية في بريطانيا، فإنه يباع من الصيدلية مباشرة في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان. وتجده في الرفوف مع المكملات الغذائية والفيتامينات العادية.
بالإضافة إلى ما سبق، فإنّ الجرعة الزائدة من الميلاتونين تؤثر على ضغط الدم لذا يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الذين يتناولون علاجات مخفضة لضغط الدم التحدث مع الطبيب قبل البدء بتناول المكملات المحتوية على الميلاتونين.
ووفقاً لـMayo Clinic ينبغي التعامل مع الميلاتونين كأي نوع آخر من أنواع الحبوب المنوّمة والأدوية واستعماله تحت إشراف طبيب متابع للحالة لأن هذا المكمّل قد يتسبّب بعوارض جانبية خطيرة وقد يتفاعل مع بعض المشاكل الصحيّة أو الأطعمة ويؤدي إلى عواقب وخيمة عند سوء استخدامه أو العبث بالعيارات.
المصدر: info3
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية