في عيد العمّال ... نبذة عن تاريخه وتقاليد الاحتفال به حول العالم

12:14
01-05-2024
في عيد العمّال ... نبذة عن تاريخه وتقاليد الاحتفال به حول العالم

عيد العمال العالمي هو مناسبة تحمل في طياتها تاريخاً طويلاً من النضال والتضامن لحقوق العمال والعمالة. يُحتفل به في الأول من مايو/أيار من كل عام، ويعتبر تكريماً لمساهمة العمال في بناء المجتمعات وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.

نبذة تاريخيّة

يعود تاريخ عيد العمّال للقرن التاسع عشر. في البداية، انطلقت هذه المناسبة في أستراليا عام 1856 وانتقلت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة وأصبحت مناسبة رسمية في أكثر من 100 دولة. يرتبط هذا الاحتفال بنجاح عمال البناء في أستراليا في تحقيق مطالبهم بتقليل ساعات العمل إلى 8 ساعات يوميًا.

أمّا في الولايات المتّحدة، دعت النقابات عام 1886 إلى إضراب عن العمل في الأول من مايو للمطالبة بنفس التقليص في ساعات العمل. وفي شيكاغو، نظم العمال إضراباً شارك فيه مئات الآلاف، وقامت الشرطة بقمعه بالعنف، مما أسفر عن مقتل عدد من المتظاهرين ورجال الشرطة. فقامت الشرطة بقتل عددا من المتظاهرين، في التفاصيل، ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتقل على إثر ذلك العديد من العمال وحكم على 4 أشخاص منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن، ولكن بعد حين ظهرت الحقيقة، عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأنه من رمى القنبلة.

كذلك، بعد وفاة عمال على أيدي الجيش الأميركي فيما عرف بإضراب بولمان عام 1894، سعى الرئيس الأميركي حينها، غروفر كليفلاند للمصالحة مع حزب العمل، تم على إثرها تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية. وبالتالي، تم تشريع عيد العمال في الولايات المتحدة، وأصبح يوم 1 أيّار يوم عطلة دولية تحتفل بها النقابات والعمال حول العالم، لإحياء نضالهم من أجل تقليل ساعات العمل.

عيد العمّال حول العالم

ويمثل هذا اليوم لحظة مهمة بالنسبة للنقابات التي تحرص على الاستفادة من المناسبة للمطالبة بتحسين ظروف العمال وزيادة رواتبهم.

وتخرج مسيرات ومظاهرات حاشدة يشارك فيها الملايين ترفع فيها شعارات حول الأجور والأسعار، والطبقة العاملة في مختلف أنحاء العالم وتسلط الضوء على مطالب العمال وتحسين أوضاعهم والتي تبقى محل نزاع بينهم وبين أرباب العمل من الحكومات إلى الشركات الخاصة.

في معظم الدول الأوروبية، باستثناء القليل منها، تعتبر هذه المناسبة عطلة رسمية. وقلة هي الدول التي لا تحتفل بهذه المناسبة، ومن بينها هولندا وإسرائيل وبعض الدول في الخليج العربي.

في لبنان، يحتفل العمّال بعيدهم في ظلِ أسوأ أزمة يعيشها لبنان منذ انتهاء الحرب عام 1990، مترافقةً مع انهيارٍ ماليٍ ومؤسساتيّ بدءً من الشغور الرئاسي وصولاً إلى ظروف حياتيّة ومعيشيّة صعبة.

وعلى الرغم من أن دولا مثل تركيا وإندونيسيا وباكستان تحتفل بهذا العيد وتخصص له يوم عطلة رسمية، إلا أن السلطات تمنع تنظيم المظاهرات في هذه المناسبة.

وتشهد اسطنبول منذ 2013 ورغم حظر تنظيم مظاهرات وقفات احتجاجية في ساحة تقسيم الشهيرة.

أما في فرنسا فيحتفل بعيد العمّال من خلال توزيع الزهور البيضاء التي تعرف باسم "ورد أيّار"، إلا أن الوضع مختلف بعض الشيء خلال العام المنصرم، اصة مع التوتر بين السلطة الفرنسيّة والمزارعين، ما عرف بثورة الفلّاحين.

في إيطاليا، جرت العادة، أن يستضيف في يوم عيد العمّال حي سان جيوفاني، بياتزا سان جيوفاني في روما، حفلاً موسيقياً من تنظيم النقابات، يجذب بعضاً من أكبر نجوم البوب الإيطاليين.

في اليابان وأفغانستان وإيران، يتم الاحتفال بهذا اليوم في أول أيار/مايو لكن دون أن يحظى العمال بيوم عطلة بينما الاحتفال يتم بشكل منظم جدا في إيران.

ولا بدّ من الإشارة إلى المطالب التي لطالما كافح من أجلها العمّال، منها تقليل ساعات العمل إلى ثماني ساعات يوميًا، وزيادة الأجور لضمان حياة لائقة للعمال وعائلاتهم، بالإضافة إلى تحسين ظروف العمل وضمان سلامتهم وصحتهم في مكان العمل. كما تتضمن المطالب حق العمال في التمثيل النقابي والانضمام إلى النقابات للدفاع عن حقوقهم، بالإضافة إلى مكافحة التمييز والسعي نحو تحقيق المساواة بين جميع العمال، بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو ديانتهم.