الشاشة اللبنانية تفتقد للبرامج الفنية الحوارية خلال رمضان في ظل مبدأ "هذا ما يطلبه السوق والجمهور"!
شارف الموسم الرمضاني على إنتهائه دون أن يطل على شاشتنا اللبنانية أي برنامج فني حواري، وما نقصده هنا هي البرامج التلفزيونية الفنية البحت والتي تُعرض خلال التوقيت الذي يُعرف إعلامياً وإعلانياً بعبارة "Pick Time".
هذا النوع من البرامج يغيب عن شاشتنا خلال رمضان 2019 ليكرّر ما حصل في رمضان الفائت حيث لم تعد المحطات التلفزيونية اللبنانية مهتمة في تكريس جزء من تكلفتها المادية على هذه البرامج التي عادةً ما تتطلّب ميزانية ضخمة خاصة في المُقابل المادي الذي يناله "النجم-الضيف" في مثل تلك اللقاءات بالرغم من أنّ القنوات اللبنانية كانت في السابق تتعاقد مع الشركات المتخصصة لإنتاج وتنفيذ تلك البرامج. وباتت القنوات التلفزيونية اللبنانية تكترث بشكل أكبر على المنافسة عبر عرض الأعمال الدرامية ليس فقط خلال الموسم الرمضاني إنّما تنسحب وتمتد هذه المنافسة على مدار طيلة شهور العام، وهذا جليّاً أمام عيون الجميع فيما خصّ القنوات المحلية، وذلك بالرغم من البقاء على المنافسة بين بعض البرامج التلفزيونية لكن ضمن إستراتيجية مختلفة عن السنوات السابقة.
في مقابل ذلك، نرى القنوات الخليجية والمصرية تتنافس أكثر على عرض البرامج الحوارية الفنية خلال الموسم الرمضاني للعام الجاري، لكن ما يلفتنا أنّ المادة الإعلامية في هذه البرامج باتت تعتمد على محتوى مختلف تكمن ركيزته على البحث عن "مواضيع دسمة" من منطلق طرح أسئلة من وحي الخلافات بين النجوم أو المقارنة بينهم بغض النظر عن أعمالهم الدرامية إلى جانب ما تفرضه مواقع التواصل الاجتماعي على معدّي البرامج من طروحات لأسئلة على "النجوم-الضيوف".
لذا، باتت البرامج الحوارية الفنية تسير على نهج "هذا ما يطلبه السوق والجمهور" دون الإكتراث إلى قيمة المادة الإعلامية التي تُقدّمها تلك الشاشة الفضية بإستثناء القليل والقليل منها فقط!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية